¤ نص الإستشارة:
أنا طالبة في نهاية المرحلة الجامعية..تقدم ابن عمي لخطبتي ووافق عليه أبي وطلب من أمي أن تستشيرني، ولكنها ردت عليه بأنني رفضت، فأبلغ عمي بذلك، وقالت إنها تريدني لابن أختها، وعندما تقدم هذا رفضه والدي، وأنا بالأساس لا أريد إلا ابن عمي، وأنا أستحي من والدي..أرجوكم كيف أتصرف..؟
* الـــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن من رحمة الشريعة الإسلامية، وإن من حرص ديننا على الفتاة أن جعل لها حقوقًا كما جعل للفتى حقوقًا، ولقد كرم الإسلام الفتاة ورفعها إلى أعلى المراتب، ولكن هناك بعض الأمور في حياة الفتاة لا يمكن لها أن تتجاوزها أبداً، ومنها الزواج، فهو حق لولي الأمر، وهو المخول في شأن الفتاة وتزويجها، ولكن ليس له الحق في تزويجها ممن لا ترغب، ويكون آثما في الوقت نفسه، وأيضاً لم تُجِز الشريعة للأولياء التحكم التعسفي ببناتهم، وقد حرَّم الله تعالى عليهم عضل بناتهم ومنعهن من الزواج طالما المتقدم رجل صالح ويُرضى دينه وخلقة، ويكون متكافئًا مع الفتاة من جميع النواحي سواء اجتماعياً أو مادياً أو حتى ثقافياً، ولكن إذا كان المتقدم عكس ذلك تماماً، ولا يليق بالفتاة فمن حق الولي الرفض بلا إفراط ولا تفريط.
أختي في الله..
= أنت لا تعلمين ما الأسباب التي تمنع والدك من الموافقة على من تقدم لك من بعد ابن عمك، فربما هو يرى ما لا ترين ويعرف ما لا تعرفين من أمر هذا الزواج.
= والواضح من رفض والدك -والله أعلم- أنه يريد ابن عمك زوجًا لك.
= لابد لك من جلسة مصارحة مع والدك، أو أن تتحدثي لأحد إخوانك مثلاً، أو أحد محارمك من أعمام أو أخوال يتفهم الموضوع، ويستطيع الحديث مع والدك في موضوع زواجك من ابن عمك أو حتى من غيره.
= لا أنصحك أبداً بإرسال رسالة لابن عمك لتخبريه برغبتك بالزواج منه فمهما يكن فلكل رجل نظرته وتفكيره وثقافته.
= لا أرى بأسًا أو مشكلة في إظهار رغبتك بالزواج من ابن عمك لأحد بنات عمك، ومن الأفضل أن يكون بشكل غير مباشر، أو تبدين رغبتك لمن يكون قريبًا منهم من أعمامك مثلاً يفتح معه الموضوع مرة أخرى.
= أختي الفاضلة.. إعلمي أن أمر الزواج أمر مقدر من الله تعالى، فإن كتب الله لك أمر هذا الزواج بعد بذل الأسباب وإلا عليك بالرضا بما قسم الله لك.. عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال «يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وفي رواية غير الترمذي «احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً».
= أختي الفاضلة.. لا تحزني أو تغضبي أو تجعلي هذا الأمر يولد شيئًا في نفسك نحو والديك، ومما لا شك فيه أن الوالدين يحرصان على أن يكون أبناؤهم في أفضل الأحوال، وأنت لا تعلمين أين يكون الخير، لكِ ربما يكون زواجك من غير ابن عمك خيرًا لك وأفضل منه، وتعيشين معه حياة طيبة وكريمة.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل...
المصدر: موقع رسالة الإسلام.